تضافرت الضغوط الخارجية والاضطرابات الداخلية التي عرفها المغرب مطلع القرن 20م انتهت بسقوطه تحت الحماية الفرنسية والإسبانية سنة 1912. ;تعرض المغرب استغلال استعماري كثيف ، أثر بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب . ما هي ظروف فرض الحماية الفرنسية على المغرب؟ ما هي مراحل الاحتلال العسكري وما هي مظاهر الاستغلال الاستعماري وانعكاساته على المغربي ؟
مارست القوى الامبريالية عدة ضغوط على المغرب، وأسفرت المنافسة بينها عن توقيع مجموعة من الاتفاقيات الاتفاقيات الثنائية أهمها الاتفاق الفرنسي الإيطالي لسنة 1902 حول المغرب وليبيا و الاتفاق الودي الفرنسي الإنجليزي لسنة 1904 حول المغرب ومصر ، ، إضافة إلى انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء انعقد بعد تدخل ألمانيا في المسألة المغربية على إثر زيارة الإمبراطورية الألماني كيوم IIلمدينة طنجة سنة 1905 ، و ما ترتب عنه من مقررات تصب في مصلحة فرنسا . بالموازاة مع تحركاتها الدبلوماسية لضمان بسط نفوذها على المغرب دون اعتراض القوى الامبريالية الأخرى، قامت فرنسا بالتحرك عسكريا من خلال احتلال وجدة والدار البيضاء والشاوية وزعير. وصارت إسبانيا على نفس المنوال عبر احتلال العرائش والقصر الكبير.وانتهى التدخل الأجنبي في المغرب بفرض معاهدة الحماية يوم 30 مارس 1912
على المستوى الاقتصادي عانى المغرب من أزمة مالية حادة تمثلت في فراغ خزينة الدولة، فحاول مولاي عبد العزيز إجراء إصلاح جبائي عبر فرض ضريبة الترتيب التي كان يسعى من ورائها إلى ضمان موارد مالية قارة للخزينة، غير أن شيوخ القبائل والزوايا والتجار والأعيان عارضوها وأبطلوا تطبيقها، فزادت حدة الأزمة المالية، واضطر السلطان إلى الاقتراض من الخارج بشروط مجحفة جعلت البلد يفقد استقلاله المالي والاقتصادي قبل الاستقلال السياسي. وعلى المستوى السياسي عرف المغرب أزمة سياسية تجسدت في ضعف الحكم المركزي الذي ساهم في اندلاع عدة ثورات وتمردات داخلية أهمها ثورة كل من أحمد الريسوني والجيلالي الزرهوني المعروف ببوحمارة، كما اشتد الصراع على الحكم بين مولاي عبد الحفيظ ومولاي عبد العزيز، وانتهى بعزل هذا الأخير وبيعة مولاي عبد الحفيظ بيعة مشروطة لم يستطع الالتزام بمقتضياتها، فثارت ضده القبائل، واضطر للاستنجاد بفرنسا التي استغلت الوضع لتفرض حمايتها على البلد ابتداء من 30 مارس 1912.
الوثيقة 1 : خط زمني للظروف الداخلية للمغرب قبيل توقيع معاهدة الحماية
ينص عقد الحماية على تأسيس نظام جديد بالمغرب يتضمن إصلاحات شاملة إدارية واقتصادية وقضائية ومالية وعسكرية. ونافعة حسب المنظور الفرنسي واحترام حرمة السلطان والمقومات الدينية الإسلامية للمغرب والتفاوض بين إسبانيا وفرنسا حول مصالح البلدين في المغرب واحتلال المغرب عسكريا لضمان الأمن وحماية المبادلات التجارية
ما يجب معرفته
ساهمت عدة ظروف في وقوع المغرب تحت نظام الحماية الفرنسية منها ظروف خارجية تمثلت في توقيع فرنسا لعدة إتفاقيات تسوية كالاتفاق الفرنسي الإيطالي 1902 الاتفاق الفرنسي البريطاني 1904 الاتفاق الفرنسي الاسباني 1904 و عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906 والاتفاق الفرنسي الألماني 1911. و ظروف داخلية منها ما هو اقتصادي تأزم الأوضاع الاقتصادية بفعل توالي سنوات الجفاف، وظهور المجاعات والأوبئة و مالي فراغ خزينة الدولة مما اضطر المخزن إلى الاقتراض من الدول الأوربية و سياسي ساد عدم الاستقرار السياسي بفعل ضعف السلطة المركزية بعد تولي المولى عبد العزيز الحكم في سن صغير جدا، إضافة إلى حركة الريسوني وثورة بوحمارة. ولقد تضمن معاهدة الحماية التي تم توقيعها في 30 مارس 1912 عدة بنود و اصلاحات ادارية و اقتصادية و مالية و عسكرية.
تطلب احتلال فرنسا وإسبانيا للمغرب 27 سنة، وذلك ما بين 1907م و1934م، وقد استطاعت القوات الاستعمارية فرض سيطرتها على كامل التراب الوطني عبر مراحل:
الوثيقة 2 : خريطة مراحل الاحتلال الأجنبي للمغرب
انقسمت الإدارة في منطقة الاحتلال الفرنسي " المنطقة السلطانية" خلال فترة الحماية إلى إدارة مغربية يمثلها السلطان، وإدارة فرنسية يمثلها المقيم العام. ونفس الازدواجية طبعت منطقة النفوذ الإسباني في الشمال " المنطقة الخليفية". أما منطقة طنجة الدولية فوضعت تحت إدارة مجالس تشريعية وتنفيذية وقضائية يشرف على تسييرها أعضاء ينتمون إلى البلدان الموقعة على ميثاق الجزيرة الخضراء ورغم أن مفهوم الحماية يحافظ نظريا على استقلال المغرب تحت سيادة السلطان، فإنه عند التطبيق تحول إلى حكم مباشر يعطي السلطة الحقيقية لمؤسسة الإقامة العامة ويجرد السلطان من كافة صلاحياته
ما يجب معرفته
مر احتلال المغرب من عدة مراحل ابتدأ سنة 1912 و انتهى سنة 1934 ححيث استغرق 22 سنة، وذلك راجع لقوة المقاومة المسلحة، ولإستغلال البلاد قام الاحتلال بوضع أجهزته حيث قسمت البلاد الى ثلاث مناطق نفوذ المنطقة السلطانية و التي تقع تحت الاحتلال الفرنسي و المنطقة الخليفية تقع تحت الاحتلال الاسباني و منطقة طنجة الدولية.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو