لا يخفى على أحد العلاقة المترابطة الجامعة بين الأسرة والمجتمع، ذلك أن أي مجتمع فهو عبارة عن عدة أسر تشترك في حدود جغرافية وتقاليد وثقافات وعادات، وعليه فالأسرة تعتبر نواة المجتمع وأصله وأساسه. بينما يمكننا القول أن المجتمع هو مرآة صادقة للأسر، فمتى صلحت الأسر صلح المجتمع والعكس بالعكس، ثم إن المجتمع الصالح دليل على صلاح الأسر واستقرارها. وهذا لب موضوع الدرس الأخير من دروس مدخل الاستجابة الأسرة نواة المجتمع نتناول فيه مفهوم الأسرة ومكانتها في الإسلام، وكذا شروط ومقومات استقرارها، مع ذكر بعض المقترحات لتحصين الأسر من الانحلال والتفكك.
ساعد عفو يوسف عن إخوته قال تعالى:﴿ قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين ﴾
ويعقوب عن أبنائه قال تعالى:﴿ قَالُواْ ياأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِين قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾على استقرار أسرتهم بعد تشنج العلاقات فيها ولذلك فمن مقومات الاستقرار الأسري التحلي بقيم الإيمان السمحة التي من بينها الوفاء والعفو والصبر والعفة ...
تعريف
الأسرة لغة:
الأسرة اصطلاحا: الرابطة التي تجمع الرجل والمرأة بعقد شرعي عن طريق الزواج وتنتج علاقات أسرية تصل بالأسرة إلى المجتمع.
لا صلاح للمجتمع إلا بصلاح الأسرة فهي نواته وأساسه وفيها يتشرب الأولاد المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية والتربوية والاجتماعية، فهي قاعدة المجتمع وكل انحلال وتفكك فيها فهو بالأساس تفكك وانحلال للمجتمع.
ما يجب معرفته
تعتبر الأسرة هي الرابطة الشرعية الوحيدة بين الرجل والمرأة والتي تسمح بإنجاب الأولاد، وهي البيئة الأولى التي يتشرب فيها الأطفال المبادئ والأخلاق والقيم لذلك فهي تعتبر قاعدة المجتمع وأصله بصلاحها يصلح ويرتقي وبفسادها يفسد ويتخلف.
لابد لاستقرار الأسرة من شروط ومقومات، من بينها :
1- حسن اختيار الزوج والزوجة؛ وهو أول حق من حقوق الأطفال على الوالدين والشرع الإسلامي وضع شروطا في اختيار الطرف الآخر أهمها الدين والخلق والقدرة والكفاءة.
2- المعاشرة بالمعروف بين الزوجين والأبناء؛ وذلك عن طريق خلق مشاعر الحب والمودة والرحمة والابتعاد عن البغض والكره والعنف .
3- استخدام مبادئ الحوار والتشاور والتفاوض؛ وذلك لحل النزاعات عند وجودها خاصة أن الحياة ليست دائما ودادا ووفاقا ولكن حتى مع وجود الخصومات والنزاعات ينبغي التحلي بقيم الحوار وسماع الطرف الآخر وكذا التفاوض والتشاور والوصول إلى حلول سديدة.
4- معرفة كل فرد داخل الأسرة حقوقه وواجباته؛ لأن الأسرة مسؤولية عظيمة وميثاق غليظ يسأل عنها العبد غدا يوم القيامة بين يد الله فوجب الوفاء بالواجبات التي في عنق كل فرد من الأسرة بحسب موقعه.
5- التحلي بالقيم الإسلامية؛ من الوفاء بالأمانة، وتحمل المسؤولية، والصبر، والعفو، والتسامح، والعفة، والحياء....
ما يجب معرفته
الاستقرار الأسري رهين بوجود مقومات وشروط منها حسن اختيار شريك الحياة الزوجية والمعاشرة بالمعروف بينهما ومع الأبناء، وإعمال مبادئ الحوار والتشاور والتفاوض، مع معرفة كل شخص بحقوقه وواجباته لأدائها ثم جماع ذلك التحلي بالقيم الإسلامية السامية.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو