ينطلق المقطع الرابع باستدعاء الملك ليوسف عليه السلام وهذا الاستدعاء مخالف للأول فالأول كان لمكافئته على تفسيره للرؤيا أما بعد أن تأكد الملك من براءته وأمانته إضافة لعلمه كان الاستدعاء من أجل أن يكون من خاصته وخلصائه وأصحاب سره وبالفعل بعد حضور ويوسف وحاوره مع الملك تجلى لهذا الأخير حسن منطق يوسف ورجاحة عقله فأنزله مكانة عظيمة في مملكته، فما كان من يوسف إلا أن يختار خدمة الصالح العام بتقلد مسؤولية عظيمة وهي أمانة خزائن الأرض رغبة في تحقيق العدل بأمانته والتنمية والتقدم بعلمه وحكمته وبالفعل رحب الملك بالفكرة وتحقق الوعد الإلهي في أن العاقبة للمحسنين والتمكين في الأرض منحة لابد قبلها من محن تختبر صدق إيمان الممتحن. بعد ذلك انتقل المقطع للحديث عن اللقاء الأول ليوسف عليه السلام مع إخوته الذين دخلوا بلاد مصر قصد البحث عن الميرة والطعام كون مصر لم تتأثر بسنوات الجفاف عكس البلاد المجاورة لها ومن بينها فلسطين موطن ال يعقوب، وفي هذا اللقاء عرف يوسف إخوته وهم لم يتعرفوا عليه فقرر بحكمته أن يؤدبهم على أفعالهم الخاطئة معه بطريقة عقلانية، وبعد تجهيزهم وإكرام نزلهم طلب منهم إحضار أخيه الأصغر في المرة المقبلة وإلا فإنه سيمنع عنهم الكيل والزاد، فقبلوا ذلك لما وجدوه من كرم وإحسان عنده ولكنهم أعلموه بأن والده يمكن أن يرفض إرساله معهم ولكنهم وعدوه بالإصرار عليه حتى يسمح للأخ الصغير بالحضور، فلما رجع الأولاد إلى أبيهم يعقوب حاولوا إقناعه ولكنه لماضيهم الملطخ بالخيانة حين أضاعوا ابنه المحبوب يوسف امتنع عن إرساله معهم ولكن بحكمة يوسف عليه السلام كان قد جعل في أمتعتهم الزاد والطعام إضافة للأموال التي قدموا بها حق الطعام فلما رأى الإخوة ذلك قوية مقالتهم وظهر صدقهم في أن عزيز مصر شخص كريم جواد معطاء فقرر يعقوب السماح لابنه الصغير بنيامين الذهاب معهم لكن بشرط أن يتعهدوا له بإرجاعه له ووثق ذلك بأخذ اليمين عليهم أمام الله تعالى. وبعد ذلك نصح أبنائه بضرورة التفرق أثناء الدخول إلى بلاد مصر اتقاء من ضرر أعين الناس وقبل كل هذا وبعده توكل على الله الذي خلق الأسباب وأمر بالأخذ بها ولكن مشيئته فوق الأسباب وقدره نافد لا محالة.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو