يحكي المقطع الخامس اللقاء الثاني بين الإخوة ويوسف والذي شهد حضور الأخ الأصغر كما طلب يوسف ووعد الإخوة، لينتهز يوسف فرصة الانفراد بأخيه ويعلمه بحقيقة شخصه وأنه أخوه الضائع ويواسيه على ما كان يلقاه من قبلهم. ثم بعد ذلك يصور لنا المقطع الحيلة والخطة التي رتبها يوسف للاحتفاظ بأخيه وأخذه منهم دون أن يعلموا شخصه بوضعه إناء الملك الذي يكيل به يوسف الطعام في متاع أخيه ونشر خبر حصول سرقة وأن قافلتهم هي المتهمة فينكر الإخوة ذلك جملة وتفصيلة فيقرر يوسف أن يجعل حكم السارق وفق ما تقرره شريعتهم والتي تعاقب السارق بالانتقال من الحرية إلى العبودية مدة سنة كاملة يصير السارق عبدا عند المسروق له، ومن حكمة الصديق أنه بدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه دفعا لأي شك في أن هذه خطة وخدعة كونه هو من أصر على إحضار هذا الأخ. وبالفعل استخرج الصواع من متاع بنيامين فصدم الإخوة وقالوا في حقه وحق أخيه الضائع – يوسف عليه السلام – ما لا يليق بهما واعتبروا أن بنيامين سارق مثل أخيه يوسف الذي سرق في صغره وهم يقصدون سرقة يوسف للطعام وتقديمه للفقراء أو سرقته للصنم وكسره كي لا يعبد، وهذه لا تعتبر سرقة ولذلك أحزن يوسف هذه المقالة من إخوته وكظم غيظه وأسر وجده منها معتبرا أن الله علام الغيوب أدرى بمن هو شر مكانا وأفضل أخلاقا. ثم قرر الإخوة استمالة رأفة العزيز بذكر حال أبيهم وكبر سنه وأنه سيلحق به الأذى جراء فقد ابنه الصغير واقترحوا عليه أخذ أحدهم مكانه ولكنه رفض بحجة أن ذلك ظلم وجور، وبعد فقدانه الأمل في هذه المحاولة عقدوا مجلسا مغلقا ذكرهم فيه كبيرهم بالعهد الذي سبق وأن عقدوه مع أبيهم وكيف سيتقبل فقدان ابنه خاصة أن ماضيه لايزال متسخا بإضاعة يوسف عليه السلام ولذلك اتخذ قرار المكوث في مكانه وعدم الرجوع معهم إلا بعد سماح الأب له أو إحداث الله بعد ذلك أمرا، وحثهم على ذكر الوقائع والأحداث التي كانت والسرقة التي تمت كما شاهدوها مستعينين بشهادة الشهود المرافقين لهم في الرحلة أو سؤال أهل مصر عليها. وبالفعل بعد عودتهم أعلموا أباهم بالخبر ولكنه لم يصدقهم نظرا لتاريخهم السيء معه فحزن حزنا شديدا ذهب ببصره ولكنه لم يفقد الأمل في العثور على أبنائه الثلاثة ولذلك أمر بقية أولاد بضرورة البحث عليهم وعدم القنوط من رحمة الله وفرجه.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو