نتيجة سعي الدول الإمبريالية للسيطرة على مناطق شاسعة من العالم خلال النصف الثاني من ق 19 ومطلع ق 20، اشتد التنافس بينها حول تقاسم مناطق النفوذ ، الأمر الذي ساهم في بروز عدة أزمات دولية أدت في النهاية إلى إشعال فتيل الحرب العالمية الأولى. فما مظاهر التنافس الامبريالي في ق 19 ومطلع ق 20؟ وما هي الأساليب والوسائل المستعملة في إطار هذا التنافس؟ و ما هي أهم الأزمات الدولية الناتجة عن التنافس الامبريالي ، والمؤدية إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى؟
اشتد التسابق بين مختلف القوى الرأسمالية الكبرى بريطانيا فرنسا ألمانيا ايطاليا النمسا المجر روسيا) للحصول مناطق نفوذ جديدة، واحتد التنافس بينها خاصة حول منطقة البلقان وبلدان شمال إفريقيا تونس مصر ، والمغرب)، واتخذ هذا التنافس مظهرين
مظهر اقتصادي: ارتبط بالصراع حول السيطرة على الأسواق الخارجية بهدف تصريف فائض الإنتاج الصناعي وجلب المواد الأولية و .تصدير رؤوس الأموال على شكل استثمارات وتصريف فائض السكان لحل المشاكل الاجتماعية.
مظهر سياسي مرتبط بالنزاعات الإقليمية والترابية بين الدول الأوروبية التي تداخلت فيها الحسابات القومية والإستراتيجية وكذا الاقتصادية خاصة منطقة البلقان حيث تعارضت مصالح هذه الدول ، فإنجلترا كانت ترغب في الحفاظ على إمبراطوريتها الاستعمارية الواسعة وتضايقت من تصاعد قوة المانيا البحرية ، في حين كانت فرنسا تريد استرجاع منطقتي الألزاس و اللورين من ألمانيا التي كانت ترغب في منافسة فرنسا على احتلال المغرب وكانت إيطاليا ترغب في الحصول على نصيبها من المستعمرات و مناهضة القوميات للنمسا من أجل التحرر في منطقة البلقان
الوثيقة 1 : خريطة : النزاعات الأوربية قبيل 1914م
ما يجب معرفته
أن مظاهر التنافس الامبريالي حول المستعمرات اتخذ صورتين ومظهرين حيث كان هناك تنافس اقتصادي تمثل في الرغبة في السيطرة على الاسواق لتصريف الفائض المالي و الانتاجي و البشري و تنافس سياسي تجلى في سعي كل دولة للحفاظ على مصالحها الشخصية و توسيع نفوذها خارج القارة الأوربية
شهد القرن 19 بروز نظام الأحلاف العسكرية للتنسيق بين الدول الامبريالية قصد تحقيق المصالح السياسية والاقتصادية والترابية المشتركة، ولمواجهة تحديات الخصوم، وبرز نظام الأحلاف الألماني (البيسماركي) في مواجهة نظام الأحلاف الفرنسي، وأفرز السباق بين الدولتين حلفين كبيرين متنافسين الوفاق الثلاثي المكون من فرنسا وانجلترا وروسيا، والتحالف الثلاثي المكون من ألمانيا، النمسا - المجر وإيطاليا، كما شكل التسابق نحو التسلح من أهم وسائل التنافس الامبريالي ، حيث اهتمت الدول المتنافسة بتطوير قدراتها الحربية بشريا وماديا استعدادا للمواجهات المحتملة فارتفع حجم النفقات العسكرية لبعض البلدان الأوروبية كما تم تعميم الخدمة العسكرية الإجبارية
التلغل الاقتصادي تمثل في حصول الدول الإمبريالية على عدة امتيازات مثل تطوير شبكة المواصلات ( خطوط السكك الحديدية ) والمعاهدات التجارية ، تطوير الملاحة توظيف الاستثمارات المالية.
لجأت الدول المتنافسة لأسلوب المؤتمرات والاتفاقيات قصد تسوية خلافاتها ونزاعاتها حول مناطق النفوذ كمؤتمر برلين الأول لتوزيع ممتلكات الإمبراطورية العثمانية سنة 1878 م، ومؤتمر برلين الثاني 1885 لتقاسم إفريقيا ومؤتمري مدريد 1880 والجزيرة الخضراء 1906 للنظر في المسألة ت المغربية ، أما أشهر الاتفاقيات الثنائية فهي الاتفاق الودي بين فرنسا وإيطاليا سنة 1902 لتسوية خلافها حول المغرب وليبيا والاتفاق الودي بين بريطانيا وفرنسا سنة 1904 م لتسوية خلافهما حول مصر والمغرب وكذا الاتفاق الودي الألماني الفرنسي سنة
الوثيقة 2 :رسم يبين التحالفات العسكرية قبيل 1914
الوثيقة 3 : جدول نفقات التسلح للدول الأوربية سنة 1913 م
الدولة | السكان (مليون نسمة) |
نفقات الجيش (مليون مارك) | نفقات سلاح البحرية (مليون مارك) | المجموع (مليون مارك) |
الإمبراطورية الألمانية | 67.5 | 1009 | 467 | 1476 |
الإمبراطورية النمساوية المجرية | 52.7 | 496 | 155 | 651 |
مملكة إيطاليا | 35.1 | 332 | 205 | 537 |
الإمبراطورية الروسية | 157.8 | 1254 | 498 | 1752 |
فرنسا | 39.7 | 766 | 412 | 1178 |
المملكة المتحدة | 46 | 576 | 945 | 1521 |
الولايات المتحدة الأمريكية | 96.8 | 422 | 595 | 1017 |
الإمبراطورية اليابانية | 54.3 | 207 | 203 | 410 |
Matthias Erzberger (MdR): Die Rüstungsausgaben des Deutschen Reichs, in: Finanzwirtschaftliche Zeitfragen H. 14. Stuttgart 1914. S. 15 f.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو