من حكمة الإسلام في الجانب الأخلاقي أنه أكد على قاعدة التخلية والتحلية، أي التخلي عن قيم فاسدة وأخلاق قبيحة واستبدالها بقيم وأخلاق حسنة حميدة فاضلة درء للمجتمع وأفراده من الوقوع في الفواحش والمحرمات. ولذلك جاء درس وقاية المجتمع من تفشي الفواحش محيطا بكل حيثيات الموضوع، نعرف أولا بالفواحش وأنواعها وحكمه الشرعي مع بسط بعض وسائل الوقاية منها وذكر بعض الفضائل الواجب زراعتها في المجتمع كي تحل محلها.
يوسف نموذج المؤمن العفيف الذي فضل ضيق السجن وظلماته على الوقوع في الفاحشة وشيوعها في المجتمع، قال الله تعالى : ﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِين ﴾
تعريف
الفاحشة لغة: اسم لكل ما اشتد قبحه. الفاحشة اصطلاحا: ما اشتد قبحه من المعاصي والذنوب الظاهرة والباطنة.
الفواحش الظاهرة: وهو كل ما تقترفه الجوارح مثل: الزنا، السرقة، القتل،..
الفواحش الباطنة: ما يتعلق بالقلوب كالكبر، الرياء، الحسد، النفاق....
- حكم ارتكاب الفواحش التحريم، لقوله تعالى:﴿قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ﴾
- حرم الله عز وجل الوسائل التي قد تؤدي إلى الفواحش قال الله تعالى:﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ ولذلك حرم الله مثلا مقدمات الزنا كالنظر والخلوة بين الرجل والمرأة...
- حرم الله كذلك إشاعة الفاحشة في المجتمع قال الله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون ﴾
ما يجب معرفته
نستخلص أن الفواحش ما اشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وهي نوعان الظاهرة مثل الزنا والقتل والباطنة مثل الكبر والحسد، وقد حرم الله ارتكابها وحرم الاقتراب منها سدا لكل باب يوصل إليها وكذلك شدد على تحريم إشاعتها في المجتمع.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو