بسبب اعتناق بعض الفلاسفة المعاصرين للفكر الإلحادي الذي ينكر فكرة وجود الإله الخالق صار الاعتقاد السائد عند كثير من الشباب أن الفلسفة تعارض الدين والإيمان. رغم أن أغلب الفلاسفة منذ العهد اليوناني إلى العهد الحديث يؤمنون بوجود الإله الخالق الحكيم المدبر للكون وشؤونه بل قد استدلوا على هذه الحقائق الإيمانية بحجج وبراهين عقلية. ولذلك جاء هذا الدرس "الفلسفة والإيمان" موضحا العلاقة التكاملية بين الفلسفة والدين وينفي توهم وجود تعارض بين الإيمان الحق والفلسفة الراشدة كما يؤكد على أهمية استعمال الفكر الفلسفي لتقوية العقل والاستدلال على الحقائق الإيمانية.
إذا كان جوهر الفلسفة هو طرح التساؤلات من أجل الوصول إلى الحقيقة فالدين الإسلامي أجاز طرح السؤال من طرف أتباعه وغيرهم، وأجاب عن مجموعة من التساؤلات، وسورة يوسف التي تتضمن قصة يوسف منذ النشأة إلى التمكين في الأرض جاءت ردا على تساؤل.
قال الله تعالى: ﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِين﴾
القيم المستفادة: التأمل والتدبر.
يجوز استعمال البرهان العقلي والتأمل الفكري في الدعوة إلى الله والوصول إلى الحقائق الإيمانية كما فعل ذلك سيدنا يوسف عليه السلام حين دعوته السجينين إلى إعمال العقل والتفلسف للوصول أن لابد للكون من خالق واحد يحكمه ويكون هو الآمر الناهي، ويستحيل تعدد الآلهة لأن هذا التعدد يتسبب في الفوضى والاضطراب فكل إله تكون له مشيئة ورغبة وهنا سيختل النظام العام للكون؛
قال الله تعالى: ﴿ياصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّار * مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون ﴾
القيم المستفادة: النظر والتفكر/ التوحيد / العبادة.
تعريف
تعريف
ما يجب معرفته
نقول إن الإيمان هو التصديق القلبي الجازم بالله تعالى وباقي أركان الإيمان الستة المصحوب بالعمل الصالح، والفلسفة من حيث الأصل اللغوي هي محبة الحكمة وطريقة من الاستدلالات وطرح التساؤلات للوصول إلى المعرفة الحقة ثم الفلسفة الراشدة هي التي تجمع بين نورين نور الوحي ( النقل ) ونور العقل.
لمواصلة هذا الملخص، قم بالتسجيل بالمجان في كيزاكو