التوجيه الدراسي ما بعد البكالوريا :
المكان: مدرسة الخنساء (الدار البيضاء)
يعتبر التوجيه المدروس سيرورة تربوية تهدف إلى إنضاج شخصية المتعلم(ة)، بتنمية جوانب من هذه الشخصية الذاتية في علاقتها بالمحيط من جهة، و إلى مساعدته على رسم معالم مستقبله الدراسي و المهني بشكل ينسجم مع حاجياته وميولاته، و يتلاءم مع إمكانياته و قدراته و مؤهلاته من جهة أخرى ليصبح قادرا على التموقع و التكيف مع متغيرات الذات و المحيط، و متمكنا بوعي و إدراك من بلورة مشروعه الشخصي.
إن التوجيه المدروس و الاختيار السليم هو السر في نجاح المسيرة الدراسية للتلميذ، بل إن نجاح هذا الأخير أو فشله مرتبط ارتباطا وثيقا بهذا الجانب، الذي يرتكز على خطوات حاسمة، يتعين اعتمادها أثناء عملية الاختيار، و تنسحب هذه الخطوات على ضرورة استكشاف الذات و معرفة المحيط المهني قبل الحسم في اختيار الشعبة
ويعيش التوجيه داخل المدرسة المغربية أزمة منظومة بكاملها تلمها الضبابية والغموض، نتيجة ما يعتريها من ضعف في التنسيق والتشارك والتواصل. و يكفي النظر إلى حالة المدارس المغربية اليوم، لكونها تعاني من القطيعة و اللاتواصل مع العالم من حولها، و هذا ما يؤثر على الأوراش الإصلاحية التي تحتضنها، و خاصة ورش التوجيه التربوي الذي يعد ركيزة أساسية للتغيير، و أفقا لكل إصلاح منشود لمدرستنا التي تعوزها الشروط اللازمة و الظروف الملائمة و الوسائل المناسبة لوضع التوجيه التربوي في سياقاته السوسيو تربوية و الاقتصادية والثقافية و السياسية، حتى لا تنتهي الاختيارات التكوينية للتلاميذ و الطلبة إلى طرق مسدودة، بحيث أن منهم من كان ضحية توجيه خاطئ أدى به الى اعادة الكرة من جديد، إما عبر اجتياز امتحانات شهادية أخرى، أو تغيير مصاره الدراسي بشكل كامل بعد سنوات من الكد والجد.
وفي ذات السياق، هناك نفور مسبق من الجامعة لدى بعض التلاميذ، نظرا لكونها لا توفر فرص شغل مضمونة حسب اعتقادهم، أو لأنها باتت ساحة للمعارك النقابية والسياسية، ولأنها تتطلب تضحيات عديدة، ويرتبط هذا النفور بالآراء المسبقة لأصدقائهم، وهذا خطأ كبير، لأن التلميذ يذهب ضحية للأفكار والتصورات الغامضة، وهناك تلاميذ ينساقون وراء أصدقائهم لاختيار كلية معينة، وهذا ما قد يؤثر سلبا على المستقبل التحصيلي والمهني للتلميذ.
وفي هذا الصدد، نظم فريق عمل موقع كيزاكو يوم 17مارس 2018 بمدرسة الخنساء بالدارالبيضاء محاضرة توجيهية لفائدة التلاميذ مقبلين على امتحان شهادة الباكالوريا، وقد كان هدف المحاضرة تنويه التلاميذ بضرورة اختيار المسلك الذي يحبذه التلميذ بعد نيله شهادة الباكالوريا. بحيث أن الاختيار يجب أن يكون عن قناعة شخصية بعيدا عن أي ضغوط، لان اختيار التوجيه الصحيح يعتبر أول خطوة نحو السير على منهاج يكلل في النهاية بالنجاح والتميز وتحقيق المبتغى.
وفاق عدد الحضور 50 تلميذا، وقد ألقى المحاضرة مجموعة من الطبة منهم من يتابع دراسته بالسلك الأخير بالمدرسة الحسنية والمدرسة العليا للتجارة والتسيير، وخريجي جامعة الأخوين وجامعة مونديابوليس، حيث كان التركيز على المحاور التالية: التخطيط (التخطيط للدراسة بعد الباكالوريا وحسن انتقاء المدارس العليا) – الشروع في التحضير لإرسال طلب الالتحاق للمدارس (تقديم تواريخ بدأ التسجيل بالمدارس وما يجب أخذه بعين الاعتبار من أجل إتمام العملية) – عدم فقدان الأمل في تحقيق المبتغى (وكان ذلك عبر تقديم أمثلة حية لتلاميذ تمكنوا من اجتياز صعاب وعوائق كادت ان تنهي أملهم في تحقيق حلمهم ) – جانب العلاقات المدرسية (والتي ضمّت طبيعة العلاقة بين كلّ من التلاميذ، الأستاذ والإدارة) وبحيث يجب توفر الاحترام المتبادل، فالأستاذ لم يكن ولن يكون عدوا للتلميذ. أما المحور الأخير فكان عن الفكرة الشائعة على أن جامعة الأخوين لا تستقبل الا أبناء الطبقة الميسورة، وهذا ليس صحيح. بحيث تحدث أحد خريجي الجامعة والذي تابع دراسته مجانا، عن كيفية الاستفادة من منحة التفوق المقدمة من طرف جامعة الأخوين وعن الامتحانات الواجب اجتيازها من أجل ذلك.
كما عبر جل الحضور في نهاية المحاضرة عن إعجابهم واستفادتهم من المادة العلمية المقدمة.
ويبقى التوجيه التربوي بحكم طبيعته، عملا تشاركيا ودعامة أساسية من دعامات مدرسة المستقبل الضامنة لحقوق التلميذ المتجسدة أساسا في
- حق التلميذ في التوجيه.
- حق التلميذ في المساعدة والإرشاد.
- حق التلميذ في الانتماء للمؤسسة.
- حق التلميذ في بناء مشروعه الشخصي
- حق التلميذ في التربية على الاختيار.
- حق التلميذ في المعرفة.